دور اليقظة الإستراتيجية في رفع الميزة التنافسية
تعتبر إتاحة أكبر قدر المعلومات و المعارف لأوسع شريحة من أفراد المجتمع شرطا أساسيا لجعل التنمية قضية وطنية يشارك فيها كافة أفراد و شرائح المجتمع و ليس الدولة أو النخبة فقط، لجعلها نشاطا و كذلك قائما المشاركة و الشفافية و خاضعا للتقييم و للمساءلة. و لقد أصبحت عبارة تنافس و تنافسية ذات وقع متزايد الأهمية في الوقت الراهن، و أصبح للتنافسية مجالس أو هيئات أو إدارات و لها سياسات و إستراتيجيات و مؤشرات، و تقدم تقارير عنها لكبار المسؤولين و ليس لرجال الأعمال فقط،حتى إن بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تعتبر هبوط التنافسية الاقتصادية أحد العناصر التي تهدد الأمن القومي للبلاد، و لم تعد التنافسية حاجة مقتصرة على الشركات لكي تبقى و تنمو و تستمر في نشاطها أو الأفراد ليحظوا بفرص العمل، بل باتت حاجة ملحة للدول التي ترغب في استدامة و زيادة مستويات معيشة أفرادها و مشاركتهم في التقدم العالمي.
الفصل الاول : تحليل السوق و الإستراتيجيات السوقية
إن كثرة المؤسسات و اختلاف أنشطتها، و سرعة الانتقال من مرحلة الثورة الصناعية إلى مرحلة الثورة المعلوماتية. إنما يعني ظهور الكثير من التحديات و المشكلات التي تواجه المؤسسات، و بقاء المؤسسات و صمودها في مثل هذه البيئة إنما يتوقف على تحقيق لرغبات مستهلكيها و درجة إرضائهم و الوقوف في وجه المنافسة لتحقيق أهدافها و أحلامها ما جعلها تتبنى المفهوم الحديث للتسويق.
حيث يعتبر النشاط التسويقي من أهم الأنشطة في المؤسسة سواء كانت صناعية أو خدماتية أو تجارية، حيث أن النشاط التسويقي يعمل في بيئة تنافسية تتسم بالحركة و عدم الإستقرار و التأكد، و هذا نتيجة لتعدد و كثر المتغيرات التي يصعب الإلمام بها، و من الصعب على المؤسسة مراقبتها، مما أدى المؤسسة إلى تبني نظام المعلومات التسويقي الذي يساعد على جمع البيانات عن المتغيرات البيئية المستمرة، و يتيح للمؤسسة التعرف بصفة مستمرة عما يجري حولها من متغيرات، لبناء الإستراتيجية الأنسب للصمود أمام المنافسة من أجل البقاء.
و مما سبق قسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث هي :
ـ مدخل للتسويق .
ـ التجزئة السوقية و إستراتيجيات تغطية الأسواق المستهدفة .
ـ البيئة التسويقية و نظام المعلومات التسويقي .
الفصل الثاني : إستراتيجية المؤسسة و البدائل الإستراتيجية
في وسط أصبح يتسم بالتغير الدائم، كان لزاما على المؤسسات الاقتصادية الاعتماد على بعض الإستراتيجيات التسويقية من أجل مسايرة التطورات العديدة التي أضحت إما فرصة أو تهديد لها، كما أنها تعد من أبرز محركات العمل الربحي لها. و يعد وضع الإستراتيجية التسويقية إحدى أكثر عمليات التسويق تعقيدا، حيث يتوقف عليه مدى نجاح المؤسسة أو فشلها، فنجد أن الإستراتيجية التسويقية هي التي تجدد لنا الأسواق المستهدفة من جهة و إعداد الإستراتيجية، التموقع، و العلامة من جهة أخرى، كما تعمل على تحقيق تكييف موارد المؤسسة مع البيئة. و المؤسسة الاقتصادية تجد نفسها أمام عدة أنواع من الإستراتيجيات المنافسة في سوقها، فيجب من خلال تحليلها لقوى السوق و خاصة منافسيها أن تختار إستراتيجية لوضعيتها من أجل تحقيق أهدافها. و من خلال هذا الفصل سنتطرق لدراسة الإستراتيجية العامة للمؤسسة و الإستراتيجية التسويقية، ثم نتطرق لدراسة أدوات التحليل الإستراتيجي و البدائل الإستراتيجية المتاحة للمؤسسة.
الفصل الثالث : أثر اليقظة الإستراتيجية على الميزة التنافسية
تلعب نظم المعلومات دورا هاما في تحقيق الميزة التنافسية للمنظمات خاصة مع ما يشهده العالم الآن من التحول نحو العولمة و الاتجاه المتزايد نحو التحول إلى اقتصاد الخدمات، و العمل عن بعد و غيرها من الظواهر، حيث تصبح معها المعلومات سلاحا إستراتيجيا يدعم بقاء المنظمان و استمراريتها في السوق.
فالسرعة، المرونة و القدرة على التفاعل أصبحت من العوامل المحددة لحصول أي مؤسسة على ميزة تنافسية، كما أصبحت قدرة متخذي القرار على الوصول و بصفة سريعة إلى نتائج جيدة تعتبر الحد الفاصل الذي يفصل بين حياة أو موت المؤسسة.
ففي جميع القطاعات تبحث المؤسسات عن طرق للكشف عن بيئتها و تبحث عن الوسائل لتدعيم معرفتها بأنواعها و حماية إرثها المعرفي و تدعيم قدرتها على الدفاع و على الهجوم، و كذا السبيل لإبطال خطط المنافسين و امتلاك أكبر حصة سوق.
لذا فتحليل المؤسسة لبيئتها بواسطة اليقظة الإستراتيجية هو أمر ضروري، إذ تعتبر هذه الأخيرة من بين أحد الوسائل التي توضع تحت تصرف المؤسسة لمواجهة تحدياتها.
و منه سنتطرق في هذا الفصل إلى :
ـ الميزة التنافسية؛
ـ إدارة المعرفة، الذكاء الاقتصادي و الأزمات الإستراتيجية؛
ـ اليقظة الإستراتيجية؛
الفصل الرابع : واقع اليقظة الإستراتيجية في مؤسسة بلاط
تعتبر اليقظة الإستراتيجية الوظيفة التي من خلالها تتمكن المؤسسات و الدول على حد سواء، من مراقبة أسواقها و منافسيها بصفة خاصة و محيطها بصفة عامة، لذا فإن أهم الدول الصناعة تول اهتماما كبيرا بهذه الوظيفة و إعطائها مقاما مرموقا، و ذلك من خلال محاولة التمكن من الحصول، معالجة و فهم المعلومة الاقتصادية و التي لها أثر إستراتيجي عليها و على قراراتها.
و من كل ما سبق وجب على المؤسسات الناشطة في قطاع تشتد فيه المنافسة يوما بعد يوم أن تهتم بالواقع و المستقبل من أجل السيادة على جل السوق، و لا يتسنى ذلك إلا من خلال جهاز تنظيمي تقوم المؤسسات بإرسائه و تفعيله و إعطاء محددات له، و الذي يمكنها من الحصول على المعلومات التي تخص مختلف المواضيع و مختلف المتعاملين، و الذين يمكنهم التأثير بشكل أو بآخر على مستقبلها.
وفي هذا الفصل تم تخصيص هذه الدراسة على مؤسسة اللحوم المصبرة " بلاط " التي تستثمر في السوق الجزائري، وعلى غرار الجزائر التي أولت اهتماما بفتح مختلف قطاعاتها للمنافسة و الاستثمار الخاص الأجنبي و الوطني، حيث راع المشروع المصلحة العامة في عملية الانفتاح هذه.
لذا و من كل ما سبق قسم هذا الفصل لمبحثين على النحو الموالي:
ـ اليقظة الإستراتيجية كضرورة حتمية في الجزائر؛
ـ اليقظة الإستراتيجية في مؤسسة بلاط.
الخاتمة
احتوت الدراسة التي قمنا بها على أربعة فصول حاولنا من خلالها التعرض إلى عدة جوانب تتعلق بالميزة التنافسية للمؤسسة و اليقظة الإستراتيجية، و دور هذه الأخيرة في تطور المؤسسة بما توفره من معلومات عن البيئة الخارجية التي تنشط فيها.حيث تم عرض سريع لمفهوم التسويق و ما يوفره من فائدة للمؤسسة و المساهمة في الحصة السوقية لها.
و من هنا تبرز لنا أهمية إدماج المؤسسة مع بيئتها و التفاعل مع عواملها، و تمكينها من الأخذ في الاعتبار تحولات البيئة للتكيف معها وفق نظرة شمولية كاملة.
إن الهدف من متابعة المؤسسة لبيئتها هو جمع معلومات متكاملة عن البيئة، و تحديد نوعية المعلومات المطلوبة و ذلك لغرض أساسي و هو اكتشاف التهديدات التي تواجهها المؤسسة و الفرص المتاحة لها لاقتناصها و اكتسابها و تحويلها إلى ميزة تنافسية. و لكن هذا يتطلب من المؤسسة إتباع إستراتيجية تنافسية لكي تتمكن من الحصول على ميزة تنافسية.
Commentaires
Enregistrer un commentaire